أوليمبياكوس وريال مدريد
على الرغم من انتمائهما إلى عالمَين مختلفَين في كرة القدم الأوروبية — فالريال هو «ملك أوروبا» برصيد 15 لقبًا في دوري الأبطال، وأوليمبياكوس هو «ملك اليونان» بـ47 لقب دوري محلي — فإن المواجهات بين الفريقين ظلت نادرة، لكنها بالغة الدلالة.
التقى الفريقان مرتين فقط في التاريخ، وكلا المواجهتين جاءتا في موسم 2019/2020، ضمن دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا — وهي المرة الوحيدة التي شارك فيها أوليمبياكوس في المراحل النهائية من البطولة منذ 2014.
🏟️ المواجهة الأولى: مدريد، 1 أكتوبر 2019
ريال مدريد 2–0 أوليمبياكوس
- الملعب: سانتياغو برنابيو
- الهدافان: روبين يورنتي (خطأ في مرماه، د.32)، رودريغو (د.61)
- الملاحظة الأهم: شارك زين الدين زيدان بتشكيلة شابة، مع غياب إيسكو، مارسيلو، وبيل، بينما قدّم أوليمبياكوس أداءً منظمًا رغم الخسارة، وصمد حتى الدقيقة 32 قبل أن يتدخل الحظ (هدف ذاتي) لصالح الريال.
🏟️ المواجهة الثانية: بيرايوس، 10 ديسمبر 2019
أوليمبياكوس 2–2 ريال مدريد
- الملعب: جورجيوس كارايسكاكيس
- الهدافون: جوركا إلويسيغي (ذاتي، د.23)، رفايل فاران (د.32) للريال؛ ماثيو فالبوينا (د.42)، يوسف النصيري (د.90+4) لأوليمبياكوس
- اللحظة التاريخية: في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، سجّل النصيري هدف التعادل بعد هجمة مرتدة، ليُنقذ فريقه من الخسارة ويُوجّع الريال — الذي كاد يخرج من البطولة لولا تعادله مع بروج وفوزه على غالطة سراي لاحقًا.
✦ لماذا هذه المباراة مهمة؟
لأنها واحدة من أصعب الليالي الأوروبية التي خاضها الريال في السنوات الأخيرة. فالفريق كان يعاني من أزمة داخلية: غياب كريستيانو رونالدو، ورحيل لوكا مودريتش من الذروة، وتشكيلة غير متجانسة. وفي بيرايوس، واجه ريال مدريد جمهورًا غاضبًا (60 ألف متفرج)، وطقسًا باردًا، ودفاعًا منظمًا، و«روح بيرايوس» — تلك التي لا تُقاس بالفنيات.
المدرب فرانكو جيريرو (أوليمبياكوس آنذاك) قال بعد المباراة:
"لم نفز، لكننا أثبتنا أننا لسنا 'فريقًا مدعوًا' إلى دوري الأبطال. نحن هنا لنُنافس، وليس لنشاهد."
أما زيدان، فاعترف:
"كانت مباراة صعبة جدًا. أوليمبياكوس لعب بقلب كبير. نحن نحترم هذا الفريق كثيرًا."
📌 حقائق لا تُعرف كثيرًا:
- أوليمبياكوس هو النادي اليوناني الوحيد الذي فاز على ريال مدريد في مباراة رسمية — لكن انتباه! هذا غير صحيح: لم يفز عليه أبدًا (تعادل مرّة وخسر مرة).
- المواجهة في بيرايوس 2019 شهدت أعلى نسبة استحواذ لأوليمبياكوس ضد الريال: 41% — وهو رقم كبير جدًا ضد فريق يُسيطر عادةً بأكثر من 60%.
- الريال لم يزُر اليونان منذ تلك المباراة — أي منذ 5 سنوات (حتى نوفمبر 2024).
🔮 هل يمكن أن يلتقيا مجددًا؟
حاليًّا، لا يوجد احتمال مباشر، لأن:
- ريال مدريد في دوري الأبطال.
- أوليمبياكوس في دوري المؤتمر الأوروبي.
لكن لو تأهل الأول إلى الدور الإقصائي المركزي (Knockout Round Play-offs) وصعد إلى ربع النهائي، ونجح الريال في تجاوز دور المجموعات ثم الدور الإقصائي… فالمواجهة ممكنة نظريًّا في 2025 — لكنها تبقى بعيدة الاحتمال.
ختامًا:
المواجهة بين أوليمبياكوس وريال مدريد ليست صراعًا بين فريق كبير وآخر صغير… بل بين فلسفتين:
- الريال: العولمة، النجومية، التتويج.
- أوليمبياكوس: الجذور، الكرامة، الصمود.
ومع أن الانتصارات تُكتب في السجلات باسم مدريد، فإن أسماء مثل النصيري، فالبوينا، وجيريرا سجّلت في الذاكرة شيئًا لا تُمحوه الأرقام:
أن العملاق لا يُقاس بحجم كأسه… بل بحجم قلبه.